د. حيدر عبد الكريم الغدير
شاعر وكاتب سعودي معاصر
سامريني في حبها ياخُزامى
ومن الحب ما يجلُّ ويعلو
هو حب مطهر لم يُلَوَّث
وهو حب أَدْمَنْتُهُ في مشيبي
سوف يبقى ما عشت عشقي وتوقي
واجمعي لي من كل روضٍ ندامى
ويجوزُ الأهواء والأجساما
بأذاة ولم يقارف حراما
فاستباني وحين كنت غلاما
لا يبالي من عاذليه ملاما
سكنت طيبةُ فؤادي فأضحى
هي فيه أشواقه زاهياتٌ
جئتها ألبس الخشوع المصفى
جئتها للقرى فكان قراها
أغرقتني بجودها جعلتني
فهي تسقي أكوابها تتوالى
وخوان النبيل يبقى نبيلاً
إن للفرحة السنية ريًا
إنه الشمس حين تبعث دفئًا
حيث ولى بحبها مستهاما
يرتدين العفافَ والإسلاما
مثلما يلبس الفتى الإحراما
ديمةً بلت الثرى والأواما
فرحةً جابت المدى والغماما
يتنافسن روعة وانتظاما
وعطايا الكرام تبقى كراما
كل من ذاقه يعاف الفطاما
إنه البرء إذ يزيل السقاما
يستقيه الورى فيسخو عليهم
أتراني أنسى لها ما حبتني
لا وربي فإن فـيَّ غراما
باسم الوجه يستطيب الزحاما
وهو سيب أفضاله تتنامى
أشربته الضلوعُ جامًا فجاما
بقيت منية تجول بصدري
حينما أنطوي فيغدو ثراه
وأرى العفو سابغًا يتهادى
وأُلقَّى المنى حسانًا وضاء
إنه الفوز فوق ما أرتجيه
وإذا فاتني البقيع فروحي
أن يكون البقيع فيها مقاما
شارة للرضى ويغدو وساما
والبشارات تسبق الإكراما
وألقى تحية وسلاما
طاب مسكًا لرحلتي وختاما
في سناه وإن غدوت رغاما